أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن محطة استيراد في مرفأ مدينة كوبي، غرب اليابان، ستتلقى للمرة الأولى شحنة من “الهيدروجين”، في مارس المقبل، إذ تبحث اليابان، خامس أبرز ملوّث في العالم، عن وسائل لاستبدال استخدامها للوقود الأحفوري الثقيل، والإيفاء بتعهدها بأن تصبح خالية من غازات الدفيئة، بحلول عام 2050.
ورجّحت الوكالة أن تزداد بشكل كبير شحنات الوقود الخالي من الانبعاثات، في العقود الثلاثة المقبلة.
وأعلنت شركة “Kawasaki Heavy Industries Ltd”، مالكة الخزان والمطوّر الوحيد في البلاد لسلسلة توريد الهيدروجين، أن هذا التحوّل الهائل سيتطلب من اليابان استيراد الوقود باستخدام أسطول من ناقلات متخصصة.
كذلك سيمثّل فرصة جيدة للصناعة الناشئة، والتي يقدّر مركز البحوث التابع لـ”بلومبرغ” أنها قد تلبّي نحو ربع احتياجات الطاقة في العالم، بحلول منتصف القرن الجاري.
ونقلت الوكالة عن رئيس مركز تطوير مشروع الهيدروجين في الشركة، موتوهيكو نيشيمورا، قوله: “لا غنى عن الهيدروجين بالنسبة إلى اليابان، لبلوغ هدف انعدام الانبعاثات. الطاقة المتجددة وحدها ليست كافية لتلبية احتياجات الطاقة الضخمة للبلاد”.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن دولاً كثيرة تشيّد مراكز للطاقة، تستخدم الرياح والشمس والبطاريات، مكثفة جهودها للتخلّي عن الوقود الأحفوري، في إطار مكافحة الاحتباس الحراري. واستدركت الوكالة أن ذلك يشكّل تحدياً في اليابان المكتظة بالسكان.
الهيدروجين بدل الكربون
وأفاد مركز البحوث التابع لـ”بلومبرغ” بأن الهيدروجين يتيح أضخم إمكانات للتخلّي عن الكربون، في قطاعات مثل الصلب والإسمنت والنقل الثقيل. وقد يكون ذلك أمراً بالغ الأهمية، في وقت تبدأ اليابان مسارها نحو إنهاء انبعاثات غازات الدفيئة.
واعتبرت الوكالة أن الهيدروجين يطرح معضلة إلى حد ما، في التحوّل إلى الطاقة النظيفة، إذ إن إنتاجه من الوقود الأحفوري لا يزال أرخص من إنتاجه من الطاقة المتجددة. ومع ذلك، يراهن الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية على الهيدروجين المستخرج من مصادر الطاقة المتجددة، ليصبح أقل كلفة، مع انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
